:: لأهل السودان رب يحميهم، ولكن حالة مرضية طارئة بمستشفى إبراهيم مالك كشفت للناس والصحف أن نُظم الإدارة بوزارة الصحة ومرافقها الصحية هي التي بحاجة إلى (فحص الإيبولا)، وكذلك هي التي بحاجة إلى الشفاء من ( إيبولا العقول).. إرتباك و رُعب - من المدير للخفير - لأن المستشفى إستقبل طفلة مصابة بالملاريا الخبيثة ومحولة من ولاية الجزيرة.. وبالمناسبة، قبل أسبوع، نشرنا تقريراً يؤكد بأن حصاد الملاريا بالجزيرة لايقل خطورة عن حصاد الإيبولا بغرب إفريقيا، ومع ذلك لم يحرك المجلس التشريعي ساكناً.. وعليهم أن يعلموا بأنه ليس مهماً نوع الداء في حال إرتفاع نسبة ضحاياه.. فالموت هو الموت، بالملاريا أو بالإيبولا..ولكن يبدو أن موت الجماعة بالملاريا في بلادنا ( عرس)..!!
:: وعلى سبيل المثال، هذا تقرير أسبوعي صادر إدارة الملاريا بالجزيرة، للفترة من 11/ 17 أكتوبر الجاري..بلغ حجم المترددين على المشافي (35,961 حالة)، وبلغ حجم الإصابة بالملاريا (6.849 حالة)، ومنهم إنتقل إلى رحمة الله ( 5 )، لهم الرحمة باذن الله، ولأهلهم الصبر ..خمسة، يموتون خلال أسبوع، بالملاريا فقط.. وعلى بمحلية مدني الكبرى، وهي ذات الكثافة الأعلى بالولاية، إرتفعت فيها نسبة الإصابة بالملاريا - عما كانت عليها في نفس هذا الأسبوع قبل عام - بزيادة بلغت (11,5%)..فالسُلطات لم تتحسب في الخريف لأمراض ما بعد الخريف ومنها الملاريا.. ولذلك، ليس بمدهش أن ترتبك السلطات بالخرطوم أمام حالة إشتباه بالإيبولا..!!
:: والمؤسف للغاية في حالة الطفلة المصابة بالملاريا الخبيثة، والتي إنتقلت إلى رحمة مولاها، هو أن إدارة مستشفى إبراهيم مالك - بإرتباكها ورعب طاقمها الطبي - كادت أن تنشر الإرتباك والرعب في المجتمع أيضاً لو لم تسارع وزارة الصحة بالخرطوم في توضيح الحالة المرضية للطفلة ونفي إصابتها بالإيبولا..نعم لم تتعامل إدارة المستشفى وطاقمها الطبي مع حالة الطفلة بالوعي المطلوب في مواقف كهذا، بل أظهروا إرتباكاً وخوفاً وكأنهم لم يسمعوا بهذا الداء من قبل ولم يدرسوه ..ومن إرتباكهم، إمتلأت وسائل الإعلام الإكتروني وأجهزة الهواتف بالشائعة التي نفتها وزارة الصحة.. فالإرتبك من الأمراض يُليق بالمجتمع غير العارف بالأعراض وطرق الإنتقال، ولايُليق بالعاملين في الحقل الصحي..!!
:: وإن كانت بالدولة جهة بحاجة إلى معرفة مصدر الشائعة لمحاسبة المصدر، فالشائعة صادرة عن حالة الإرتباك التي أصابت العاملين بمستشفى إبراهيم مالك، ولو لم يرتبكوا - و يتجارو يمين شمال جوة المستشفى - لما عرف صاحب أقرب دكان بالمستشفى بمرض الطفلة.. وكما تعلمون أن العجز عن إدارة الأزمات الطارئة - بحيث لا تتسع دائرتها بالتخبط والإرتبك - من صفات ( النهج العام)، وما النهج الإداري بابراهيم مالك إلا جزء من هذا ( النهج العام)..فهل تتعظ وزارة الصحة من إرتباك إدارة وأطباء مستشفى إبراهيم مالك بحيث تُوجه مشافي البلاد بكيفية التعامل مع حالات الإشتباه؟.. لن تتعظ ولو بلغ الإرتباك حد تفريغ المشافي من المرضى والأطباء، فالتحسب للطوارئ ليس من صفات (النهج العام)، صحياً كان أو سياسياً..!!
___________
من صفحة الطاهر ساتي على فيس بوك
من صفحة الطاهر ساتي على فيس بوك
إرسال تعليق