جثة الطالب بجامعة السودان علاء الدين عبد الله الذي قتلته الشرطة في يوم 17 سبتمبر |
الخرطوم في 21/9/2014 :كتبت مديحة عبد الله :الحادث المؤلم
الذى افضى لموت الطالب علاء الدين عبدالله على يد رجل الشرطة يكشف مدى
التدهور فى حياتنا ومدى الافتقار للامن والسلامة ومن من ؟ من الشرطة الجهة
التى كانت اقرب للمواطنين بحكم مسؤولياتها وصلاحياتها , وتحولت فى ظل
سلطة الانقاذ لقوة تمارس صلاحيتها بقوة السلاح حتى لو قاد ذلك لموت احد
المواطنين ,وقع الحادث فى قلب العاصمة فى مكان يكتظ بالطلاب والمواطنين
حيث لم يأبه الشرطى الذى قام باطلاق السلاح بطريقة عشوائية ان يصيب مواطنا
فيصادر حياته او يؤدى لاصابته بجرح او إعاقة كما حدث للطالبة الجامعية
التى اصيبت بجرح فى عنقها .
الحادثة تكشف الحاجة
الماسة لاعادة النظر فى تسليح الشرطة ومدى تأهيلها وقدرتها على القيام
بمسؤولياتها بل مدى المامها بحقوق المواطنة وحقوق لاإنسان , ومدى إدراكها
لواجبها فى حماية حياة المواطنين وتوفير الأمن لهم .
للاسف
بيان الشرطة الذى صدر بعد الحادثة لايفتح المجال أمام تغيير جذرى فى علاقة
الشرطة بالمواطنين , فالبيان سارع بوصف الشخص الذى قام بالاعتداء على
الضابط بانه معتوه, فمن اين جاءت الشرطة بحقيقة حالته النفسية ؟واذا
افترضنا صحة ذلك فإنّ تصرف الشرطة يؤشر للأسوأ فماهى حدود صلاحيتها فى
تعقب مواطن يحمل سلاحا تقليديا ومواجهته بسلاح نارى فى شارع مز دحم؟ وهل
كان اطلاق النار بأمر من سلطة قضائية ملازمة للقوة الشرطية كما كان دائما
من قبل ؟
لابد من البحث والتقصى الدقيق حول كل ملابسات
هذا الحادث الذى قاد لمقتل طالب كان ينظر للحياة بكل أمل وهو فقد موجع
لاسرته ومعارفه واصدقائه وللوطن, لايمكن ان يمّر ما حدث دون نظرة كاملة
لاوضاع الشرطة وتدريبها وتأهيلها من منظور مهنى وحقوقى , لقد انقضى الزمن
الذى ترتكب فيه القوات النظامية الاخطاء دون عقاب
رئيس تحرير الميدان-مديحة عبد الله |
إرسال تعليق