غلاف كتاب اللعيت جار النبي ذكريات جيل مميز |
اللعيت جار النبي المتوسطة بنين، ذكريات جيل متميز. إعداد/ إبراهيم سليمان
هذا الكتاب القيم يفتح نافذة للقارئ للدخول من خلالها إلى اللعيت جار النبي في حيز زمني مهم شهد تحول هذه القرية إلى مدينة ثم عاصمة للمحافظة، ويسرد الكاتب قصة هذه المدينة بتفاصيل دقيقة ويصف تاريخ التحول الذى طرأ على هذه القرية حينما إختارها رئيس الدولة في ذلك الوقت مقراً لحكم البلاد على مدى أسبوع كامل. وفى عام 2007 شهدت قدوم أول معتمد لتصبح عاصمة لمحافظة اللعيت. إن الوصف الدقيق لجغرافيا المدينة يجعلك تجوب في طرقاتها وتشاهد المساكن على يمينك والمؤسسات الحكومية على يسارك، وتتحرك برشاقة وسط المنطقة الصناعية والمدارس وتحتسى أكواب الشاي تحت ظلال الأشجار الوارفة وتملأ رئتيك من عبق نسيمها الرطب.إن محور قصة هذا الكتاب تدور حول ذكريات جيل متميز في المرحلة المتوسطة، إذ يستعرض الكاتب علاقات الطلاب فيما بينهم وعلاقتهم بالمعلمين وحياة الداخلية بكل ما فيها من الفرح والقسوة والطرب على الرغم من البعد عن دفء الحياة العائلية. إن مرحلة الداخلية تمثل النقلة الأولى من محدودية القرية إلى شمولية المدينة وذلك نتيجة لتميز وتعدد طباع أفرادها. هذه المرحلة تمهد لتكوين الشخصية النفيسة والفكرية والثقافية والاجتماعية وتؤثر بصورة مباشرة على حياة الطلاب المستقبلية. فيها تنمو الصداقات وتتوسع المعرفة من نطاق القرية الضيق إلى التجارب الوافدة من القرى المختلفة والأساتذة القادمون من كل بقاع السودان.
كان يمكن أن تكون مدينة اللعيت جار النبي مثلاً للنهضة الزراعية والاقتصادية في غرب السودان نسبة لموقعها الجغرافي بين نهاية السافنا الفقيرة وبداية السافنا الغنية التي تتميز بخصوبة تربتها التي تجمع بين الرمل والطين (القردود) وأمطارها الوافرة التي جعلتها من أفضل المناطق لإنتاج المحاصيل النقدية وعلى رأسها الفول السوداني. إن وفرة المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية مهدت لأن تكون هذه المدينة مركزاً تجارياً مهماً ووفرت فرص العمل الموسمية في مصانع الزيوت للعمال المحليين. وكانت أيضاً مصدر رزق لعدد كبير من صغار التجار المتجولين الذين ينقلون المنتجات بين القرى والمدن ويساهمون في دوران الاقتصاد بين المنتج والمستهلك.
يحتوي الكتاب على ملاحق وهوامش ومعجم للأفراد الذين ساهموا في حياة المدينة، ويشمل الهامش معلومات قيمة تشرح المفردات والألقاب المحلية وأسماء الأشجار والطيور. لكن أهم شخص في هذا الكتاب هو مربى الأجيال التي تصدرت صورته غلاف الكتاب، وقد وضع بصماته ليس على حياة المدرسة فحسب بل أيضاً على محافظة شرق دارفور وعضوية المجلس الوطني عن دائرة اللعيت جار النبي والطويشة.
د. أحمد هاشم، باحث في كلية الملكة ميرى للطب ،بجامعة لندن
إرسال تعليق