مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة |
[الخرطوم في 13-8-2014- سونا] انطلقت صباح اليوم احتفالات القوات المسلحة بالعيد الستين لتأسيس الجيش السوداني .
نص كلمة الفريق أول ركن مهندس مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين
قال تعالي في محكم تنزيله :
وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قُوةٍ ومِن رِباط الخَيلِ تُرهِبون بِه عَدَّو اللهِ وعَدوَكَم وآخَريِن مِن دُونهِم لا تَعَلمُونهُم اللهَ يعَلمهُم وما تُنفِقوا مِن شيءٍ في سبيِل اللهِ يُوفَّ إليكُم وأنتُم لا تُظلمُون).
أما بعد :
أخوتي الكرام رفقاء الدرب والسلاح من الضباط وضباط الصف والجنود على امتداد مواقع التضحية والفداء في جميع ربوع وطننا الحبيب .
جماهير شعبنا السوداني الوفي العزيز . .
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته . .
يُسعدني بكل الفخر والإعزاز ونحن نستقبل بشريات هذا اليوم الخالد من أيام قواتكم المسلحة الصامدة أن أتقدم لكم جميعا بأغلى عبارات العز والكبرياء والتقدير وقواتكم المسلحة تحتفل بعيدها الستين ماضية في الوفاء بالعهد الذي قطعته مع الله والوطن ، وسيظل هذا اليوم الشامخ مخطوطا بمداد من نور على سفر تاريخ هذا البلد العظيم موثقاً لفترة ناصعة من التضحيات والنضال مهرتها دماء الشرفاء من أبنائه .
التحية لكم في مثل هذا اليوم الخالد الذي شكل نقطة فارقة في تاريخ السودان الحديث . . . ففي هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس من العام 1954 تسلم الفريق احمد محمد باشا مهام القائد العام لقوة دفاع السودان من الجنرال الإنجليزي إسكونز باشا ليكون بذلك أول ضابط سوداني يشغل هذا المنصب الرفيع وتنطلق بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل البناء الوطني أصطلح على تسميتها (بالسودنة) ، والتي بدأت بالقوات المسلحة لما توفر لها حينه من الرصيد المعرفي والخبرة الإدارية والقيادية ، الأمر الذي مكنها من أن تكتب اسمها في سجل التاريخ بمداد الجدارة والصمود والتضحيات حتى انتزعت احترام العالم .
لقد شاءت إرادة الله أن تظل الجندية السودانية في وضعية قتالية منذ الثورة المهدية مروراً بالحرب العالمية الأولى والثانية وإلى يومنا هذا الأمر الذي أكسبها الخبرة التراكمية والمران المتصل في العمليات القتالية ، فقد كانت مشاركة قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية وانتصاراتها التي حققتها على قوات المحور في شمال أفريقيا وشرقها سبباً في رفع معنويات الحلفاء في كل الجبهات الأمر الذي عزز مجاهدات القيادات الوطنية بالداخل والتي توجت بإعلان استقلال السودان في الأول من يناير 1965م .
المواطنون الشرفاء ..
لقد أصبح اليوم الذي تسلمت فيه القوات المسلحة زمام أمرها من القيادات الإنجليزية يوماً وطنياً وعيداً قومياً تحتفل به في كل عام نسبة لما يمثله هذا الحدث من قيمة وطنية وإنجاز تاريخي صنعه أبطال السودان بدمائهم ومجاهداتهم . هو يوم تجدد فيه القوات المسلحة عهدها مع الله والوطن ، وتشحذ فيه عزمها ضد الخنوع والوهن ، حتى يظل هذا اليوم الخالد حاضرا في ذاكرة الأمة .
الأخوة رفقاء السلاح ..
تمر علينا هذه الذكري العطرة وقواتنا المسلحة قد تجاوزت التحديات وصنعت الانتصارات وامتلأ سفرها بالنجاحات التي تجسدها صروح الإنجاز ومعالم النهضة والتطور التي انتظمت كافة فروع القوات المسلحة لتحقيق الاحترافية وتطبيق كل معايير الجودة والإتقان في كل ضروب المجالات العسكرية المختلفة عبر تحديث المعدات والآلات وتجهيز المنشآت وبيئة العمل وتطوير أساليب التدريب بمختلف أنواعه ورفع الجاهزية ، وتدشين مشروعات النهضة التي تستهدف الفرد والمعدة وتحسين بيئة العمل وتطوير المرافق الخدمية وإكمال البنيات التحتية حتى يتحقق الرضاء الوظيفي للفرد العسكري ولتعزز الكفاءة القتالية عبر الإعداد والتدريب ، وبحمد الله يتقدم العمل في بناء المؤسسة العسكرية بخطى ثابتة وفقاً لأسس واضحة ودقيقة أدت إلى الارتقاء بها لتكون الركيزة الأساسية للدولة في مسيرة الوطن وتعزيز دور القوات المسلحة المنشود في إرساء دعائم الأمن والاستقرار .
الأخوة الضباط وضباط الصف والجنود ..
الشعب السوداني العزيز ..
لقد ظلت قواتكم المسلحة على مدى التاريخ الطويل تؤدي رسالتها المقدسة في الدفاع عن الوطن وحماية أرضه وصون وحدته وقدمت في سبيل ذلك كل غال ومرتخص وأوفت بكل التزاماتها الوطنية واستحقاقات السلام ورعاية المواثيق والعهود التي بذلتها الحكومة مع أطراف النزاع المختلفة حرصا على الأمن والاستقرار ووحدة الصف الوطني ولم تبادر أحداً بالعداء ولم يسجل عليها ، ما يقدح في التزامها وانضباطها المحكوم بالنظم واللوائح والقوانين .
لقد جابهت القوات المسلحة منذ عهد بعيد تحديات وصعابا عدة وهي تواصل تنفيذ مهامها الوطنية في الدفاع عن البلاد فكانت لها محطات مشرقة في مسيرتها وهي تضطلع بدورها كاملاً في إدارة عملياتها باحترافية في رد كيد الأعداء مقدمة في سبيل ذلك ارتالا من الشهداء والجرحى قرابين طاهرة فداءاً للوطن .
تمكنت قواتكم المسلحة من توفير مناخ من الأمن والاستقرار مما كفل لجميع المواطنين ممارسة حقوقهم وواجـباتهم في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية والرياضـية والاقتصادية .
الإخوة رفقاء الدرب والسلاح ..
لقد ظل الشعب السوداني بكل فئاته يمنى نفسه بجوار آمن وسلام مستدام مع دولة الجنوب الوليدة بعد الانفصال تقديراً لمعاني الإخوة والتاريخ المشترك إلا أن الموقف الراهن بتعقيداته الإقليمية وتقاطع المصالح الدولية قد أوجد واقعاً مغايراً له إفرازاته الأمنية والاقتصادية والسياسية وألقي بأعباء وتحديات جديدة على القوات المسلحة ومنها استمرار هذه الحرب المفروضة التي تخوضها القوات المسلحة وتتصدى لها بكل ما عرف عنها من جسارة وصمود ومسئولية أخلاقية وبالقدر الذي يحقق المصالح الإستراتيجية للدولة ويحمى مكتسبات الشعب والوطن .
إن القوات المسلحة وهي تراقب جولات التفاوض المتعددة بين السودان ودولة جنوب السودان الوليدة برعاية الاتحاد الإفريقي ترجو لها النجاح والوصول إلى صيغ وآليات عادلة وشفافة تفضي إلى تصحيح المسار في علاقات البلدين بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية للشعبين .
وأنتهز هذه المناسبة لأوجه رسالة باسمكم جميعا وباسم القوات المسلحة إلى كل حملة السلاح من أبناء الوطن للاستجابة إلى نداءات السلام المتكررة والمبادرات التي تقدمها الحكومة لحقن الدماء ووضع حد لحالة الاحتراب والاقتتال الداخلي التي أساءت لتاريخ هذا الوطن وأرهقت كاهل هذا الشعب الصابر في مختلف ضروب حياته . إن التمرد على سلطان الدولة وحمل السلاح في وجه القوات المسلحة والمواطنين لا يجني منه الوطن إلا الخراب والدمار ، فالطريقة المثلى للتعبير عن المطالب والتطلعات تكون عبر الحوار الهادف والعمل السياسي الراشد في إطار الوطن الآمن المستقر .
المواطنون الشرفاء ..
تُتابع القوات المسلحة بكل اهتمام مجريات الحوار الوطني بين مختلف المكونات السياسية بما في ذلك حملة السلاح آملة أن يفضي إلى توافق وطني يُعزز تماسك الجبهة الداخلية ليهيئ مناخ نفسي ومعنوي مُلائم تعمل في ظله القوات المسلحة مستندة على توافق تام على قوميتها لتنطلق نحو واجبها المقدس في تحقيق الأمن الوطني واستدامته والمحافظة عليه في ظل جوار إقليمي مضطرب وتربص دول معادية هدفها النيل من وحدة واستقرار هذا الوطن الغالي وستظل قواتكم المسلحة الباسلة وفية لأمن واستقرار المواطن داعمة لخياراته الوطنية والسياسية حتى ينعم الجميع بوطن نامي ومزدهر .
إخوتي الكرام .. رفقاء الدرب والسلاح ..
التحية عبركم في هذا اليوم العظيم لأولئك النفر من الرعيل الأول الذين أرسلوا قواعد هذا الصرح العظيم الذي وعى خصوصية المجتمع السوداني بنموذجه المتفرد في العالم الذي يتطلب بذل الجهود والتضحيات الاستثنائية لدرء الأخطار المحدقة بالوطن ، فشرعوا في بناء وترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والإنسانية في صفوف العسكريين والتي كونت جملة من الفضائل أصلها الانضباط والشجاعة والتضحية والنزاهة والترفع والصدق والولاء المطلق للمؤسسة والوطن ونبذ الطائفية والفئوية والإيمان بالسودان وطناً لجميع أبنائه .
التحية لأولئك الأبطال الذين كتبوا تاريخ هذه الأمة بدمائهم الطاهرة الذكية ومضوا لله صادقين والتحية للأحياء المنتظرين ، التحية لكل قادتنا الذين علمونا معني الولاء وصدق الانتماء .. لقد كانوا عظماء في عظمة هذا الوطن الذي كنا نراه دائماً في هاماتهم وفي حدقات عيونهم ، قدموا له ربيع أعمارهم وأفنوا زهرة شبابهم .
التحية عبركم وباسمكم للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر حسن احمد البشير رمز الإباء والكرامة الوطنية، وللسيد وزير الدفاع الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين لتفانيه في العمل المتواصل لتطوير القوات المسلحة .
التحية لشعبنا الأبي المعلم صانع الأمجاد الذي ما زال يرفد القوات المسلحة بأبنائه الأخيار المخلصين ويقدم الدروس والعبر بوقوفه سندا ظهيراً للقوات المسلحة في كل الملاحم الوطنية التي خاضتها والتي كان آخرها عمليات الصيف الحاسم التي عززت الأمن بولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. .
إنني ومن هذا المنبر أُعلن جاهزية القوات المسلحة للتصدي لكل أشكال التآمر والاعتداء على أمن واستقرار البلاد وتطهير كل جيوب التمرد والعصيان بمناطق العمليات في القريب العاجل .
أكرر مرة أُخرى باسمكم جميعا النِداء لكل حملة السلاح في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق للاستجابة إلى دعوات الحوار لتحقيق المطالب والتطلعات عبر الحوار الهادف البناء .
جماهير شعبنا الوفية ...
لقد مضت ستون عاماً من تاريخ قواتكم المسلحة حافلة بالتجارب والصعاب أثبتت فيها قواتكم المسلحة أن قوة الإرادة والعزم أصلب من كل تحد، وكما تقدم الزمن والتاريخ زاد الشعور بالمسئولية وبالمقدرة على تخطي الصعاب .
هذا التاريخ الحافل بالبذل والعطاء لا يسعه إلا أن يضفي ثقة بالنفس وبالمواطن والتزاما أكبر تجاه العقيدة والوطن .
إننا إذ نقدر لكم وقفتكم المشهودة هذه في هذا اليوم المبارك نجدد عهدنا معكم بأن تظل القوات المسلحة حارساً أمينا وحصناً متيناً للوطن ... خيولها ستظل مُسرجة وسيوفها مشرعة وأعناقها مشرئبة وعُيونها مفتوحة حتى يتحقق نصرُ اللهِ ويعم السَلام ربُوع الوطن الحبيب .
ونسبة لظروف الخريف والأمطار والسيول والفيضانات التي تأثرت بها أجزاء واسعة من البلاد لقد تم استنفار كل منتسبي القوات المسلحة لمساعدة المواطنين بكل ولايات السودان المختلفة ، ونعدِكم بأنه سيكون هنالِك احتفال نوعي بمناسبة العيد الستين لقواتكم المسلحة الباسلة في شهر ديسمبر من هذا العام بإذن الله تعالي .
الله أكبر .. الله أكبر والعزة والمنعة للوطن ولقواتكم المسلحة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين
قال تعالي في محكم تنزيله :
وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قُوةٍ ومِن رِباط الخَيلِ تُرهِبون بِه عَدَّو اللهِ وعَدوَكَم وآخَريِن مِن دُونهِم لا تَعَلمُونهُم اللهَ يعَلمهُم وما تُنفِقوا مِن شيءٍ في سبيِل اللهِ يُوفَّ إليكُم وأنتُم لا تُظلمُون).
أما بعد :
أخوتي الكرام رفقاء الدرب والسلاح من الضباط وضباط الصف والجنود على امتداد مواقع التضحية والفداء في جميع ربوع وطننا الحبيب .
جماهير شعبنا السوداني الوفي العزيز . .
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته . .
يُسعدني بكل الفخر والإعزاز ونحن نستقبل بشريات هذا اليوم الخالد من أيام قواتكم المسلحة الصامدة أن أتقدم لكم جميعا بأغلى عبارات العز والكبرياء والتقدير وقواتكم المسلحة تحتفل بعيدها الستين ماضية في الوفاء بالعهد الذي قطعته مع الله والوطن ، وسيظل هذا اليوم الشامخ مخطوطا بمداد من نور على سفر تاريخ هذا البلد العظيم موثقاً لفترة ناصعة من التضحيات والنضال مهرتها دماء الشرفاء من أبنائه .
التحية لكم في مثل هذا اليوم الخالد الذي شكل نقطة فارقة في تاريخ السودان الحديث . . . ففي هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس من العام 1954 تسلم الفريق احمد محمد باشا مهام القائد العام لقوة دفاع السودان من الجنرال الإنجليزي إسكونز باشا ليكون بذلك أول ضابط سوداني يشغل هذا المنصب الرفيع وتنطلق بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل البناء الوطني أصطلح على تسميتها (بالسودنة) ، والتي بدأت بالقوات المسلحة لما توفر لها حينه من الرصيد المعرفي والخبرة الإدارية والقيادية ، الأمر الذي مكنها من أن تكتب اسمها في سجل التاريخ بمداد الجدارة والصمود والتضحيات حتى انتزعت احترام العالم .
لقد شاءت إرادة الله أن تظل الجندية السودانية في وضعية قتالية منذ الثورة المهدية مروراً بالحرب العالمية الأولى والثانية وإلى يومنا هذا الأمر الذي أكسبها الخبرة التراكمية والمران المتصل في العمليات القتالية ، فقد كانت مشاركة قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية وانتصاراتها التي حققتها على قوات المحور في شمال أفريقيا وشرقها سبباً في رفع معنويات الحلفاء في كل الجبهات الأمر الذي عزز مجاهدات القيادات الوطنية بالداخل والتي توجت بإعلان استقلال السودان في الأول من يناير 1965م .
المواطنون الشرفاء ..
لقد أصبح اليوم الذي تسلمت فيه القوات المسلحة زمام أمرها من القيادات الإنجليزية يوماً وطنياً وعيداً قومياً تحتفل به في كل عام نسبة لما يمثله هذا الحدث من قيمة وطنية وإنجاز تاريخي صنعه أبطال السودان بدمائهم ومجاهداتهم . هو يوم تجدد فيه القوات المسلحة عهدها مع الله والوطن ، وتشحذ فيه عزمها ضد الخنوع والوهن ، حتى يظل هذا اليوم الخالد حاضرا في ذاكرة الأمة .
الأخوة رفقاء السلاح ..
تمر علينا هذه الذكري العطرة وقواتنا المسلحة قد تجاوزت التحديات وصنعت الانتصارات وامتلأ سفرها بالنجاحات التي تجسدها صروح الإنجاز ومعالم النهضة والتطور التي انتظمت كافة فروع القوات المسلحة لتحقيق الاحترافية وتطبيق كل معايير الجودة والإتقان في كل ضروب المجالات العسكرية المختلفة عبر تحديث المعدات والآلات وتجهيز المنشآت وبيئة العمل وتطوير أساليب التدريب بمختلف أنواعه ورفع الجاهزية ، وتدشين مشروعات النهضة التي تستهدف الفرد والمعدة وتحسين بيئة العمل وتطوير المرافق الخدمية وإكمال البنيات التحتية حتى يتحقق الرضاء الوظيفي للفرد العسكري ولتعزز الكفاءة القتالية عبر الإعداد والتدريب ، وبحمد الله يتقدم العمل في بناء المؤسسة العسكرية بخطى ثابتة وفقاً لأسس واضحة ودقيقة أدت إلى الارتقاء بها لتكون الركيزة الأساسية للدولة في مسيرة الوطن وتعزيز دور القوات المسلحة المنشود في إرساء دعائم الأمن والاستقرار .
الأخوة الضباط وضباط الصف والجنود ..
الشعب السوداني العزيز ..
لقد ظلت قواتكم المسلحة على مدى التاريخ الطويل تؤدي رسالتها المقدسة في الدفاع عن الوطن وحماية أرضه وصون وحدته وقدمت في سبيل ذلك كل غال ومرتخص وأوفت بكل التزاماتها الوطنية واستحقاقات السلام ورعاية المواثيق والعهود التي بذلتها الحكومة مع أطراف النزاع المختلفة حرصا على الأمن والاستقرار ووحدة الصف الوطني ولم تبادر أحداً بالعداء ولم يسجل عليها ، ما يقدح في التزامها وانضباطها المحكوم بالنظم واللوائح والقوانين .
لقد جابهت القوات المسلحة منذ عهد بعيد تحديات وصعابا عدة وهي تواصل تنفيذ مهامها الوطنية في الدفاع عن البلاد فكانت لها محطات مشرقة في مسيرتها وهي تضطلع بدورها كاملاً في إدارة عملياتها باحترافية في رد كيد الأعداء مقدمة في سبيل ذلك ارتالا من الشهداء والجرحى قرابين طاهرة فداءاً للوطن .
تمكنت قواتكم المسلحة من توفير مناخ من الأمن والاستقرار مما كفل لجميع المواطنين ممارسة حقوقهم وواجـباتهم في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية والرياضـية والاقتصادية .
الإخوة رفقاء الدرب والسلاح ..
لقد ظل الشعب السوداني بكل فئاته يمنى نفسه بجوار آمن وسلام مستدام مع دولة الجنوب الوليدة بعد الانفصال تقديراً لمعاني الإخوة والتاريخ المشترك إلا أن الموقف الراهن بتعقيداته الإقليمية وتقاطع المصالح الدولية قد أوجد واقعاً مغايراً له إفرازاته الأمنية والاقتصادية والسياسية وألقي بأعباء وتحديات جديدة على القوات المسلحة ومنها استمرار هذه الحرب المفروضة التي تخوضها القوات المسلحة وتتصدى لها بكل ما عرف عنها من جسارة وصمود ومسئولية أخلاقية وبالقدر الذي يحقق المصالح الإستراتيجية للدولة ويحمى مكتسبات الشعب والوطن .
إن القوات المسلحة وهي تراقب جولات التفاوض المتعددة بين السودان ودولة جنوب السودان الوليدة برعاية الاتحاد الإفريقي ترجو لها النجاح والوصول إلى صيغ وآليات عادلة وشفافة تفضي إلى تصحيح المسار في علاقات البلدين بما يحقق الأمن والاستقرار والرفاهية للشعبين .
وأنتهز هذه المناسبة لأوجه رسالة باسمكم جميعا وباسم القوات المسلحة إلى كل حملة السلاح من أبناء الوطن للاستجابة إلى نداءات السلام المتكررة والمبادرات التي تقدمها الحكومة لحقن الدماء ووضع حد لحالة الاحتراب والاقتتال الداخلي التي أساءت لتاريخ هذا الوطن وأرهقت كاهل هذا الشعب الصابر في مختلف ضروب حياته . إن التمرد على سلطان الدولة وحمل السلاح في وجه القوات المسلحة والمواطنين لا يجني منه الوطن إلا الخراب والدمار ، فالطريقة المثلى للتعبير عن المطالب والتطلعات تكون عبر الحوار الهادف والعمل السياسي الراشد في إطار الوطن الآمن المستقر .
المواطنون الشرفاء ..
تُتابع القوات المسلحة بكل اهتمام مجريات الحوار الوطني بين مختلف المكونات السياسية بما في ذلك حملة السلاح آملة أن يفضي إلى توافق وطني يُعزز تماسك الجبهة الداخلية ليهيئ مناخ نفسي ومعنوي مُلائم تعمل في ظله القوات المسلحة مستندة على توافق تام على قوميتها لتنطلق نحو واجبها المقدس في تحقيق الأمن الوطني واستدامته والمحافظة عليه في ظل جوار إقليمي مضطرب وتربص دول معادية هدفها النيل من وحدة واستقرار هذا الوطن الغالي وستظل قواتكم المسلحة الباسلة وفية لأمن واستقرار المواطن داعمة لخياراته الوطنية والسياسية حتى ينعم الجميع بوطن نامي ومزدهر .
إخوتي الكرام .. رفقاء الدرب والسلاح ..
التحية عبركم في هذا اليوم العظيم لأولئك النفر من الرعيل الأول الذين أرسلوا قواعد هذا الصرح العظيم الذي وعى خصوصية المجتمع السوداني بنموذجه المتفرد في العالم الذي يتطلب بذل الجهود والتضحيات الاستثنائية لدرء الأخطار المحدقة بالوطن ، فشرعوا في بناء وترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والإنسانية في صفوف العسكريين والتي كونت جملة من الفضائل أصلها الانضباط والشجاعة والتضحية والنزاهة والترفع والصدق والولاء المطلق للمؤسسة والوطن ونبذ الطائفية والفئوية والإيمان بالسودان وطناً لجميع أبنائه .
التحية لأولئك الأبطال الذين كتبوا تاريخ هذه الأمة بدمائهم الطاهرة الذكية ومضوا لله صادقين والتحية للأحياء المنتظرين ، التحية لكل قادتنا الذين علمونا معني الولاء وصدق الانتماء .. لقد كانوا عظماء في عظمة هذا الوطن الذي كنا نراه دائماً في هاماتهم وفي حدقات عيونهم ، قدموا له ربيع أعمارهم وأفنوا زهرة شبابهم .
التحية عبركم وباسمكم للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر حسن احمد البشير رمز الإباء والكرامة الوطنية، وللسيد وزير الدفاع الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين لتفانيه في العمل المتواصل لتطوير القوات المسلحة .
التحية لشعبنا الأبي المعلم صانع الأمجاد الذي ما زال يرفد القوات المسلحة بأبنائه الأخيار المخلصين ويقدم الدروس والعبر بوقوفه سندا ظهيراً للقوات المسلحة في كل الملاحم الوطنية التي خاضتها والتي كان آخرها عمليات الصيف الحاسم التي عززت الأمن بولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. .
إنني ومن هذا المنبر أُعلن جاهزية القوات المسلحة للتصدي لكل أشكال التآمر والاعتداء على أمن واستقرار البلاد وتطهير كل جيوب التمرد والعصيان بمناطق العمليات في القريب العاجل .
أكرر مرة أُخرى باسمكم جميعا النِداء لكل حملة السلاح في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق للاستجابة إلى دعوات الحوار لتحقيق المطالب والتطلعات عبر الحوار الهادف البناء .
جماهير شعبنا الوفية ...
لقد مضت ستون عاماً من تاريخ قواتكم المسلحة حافلة بالتجارب والصعاب أثبتت فيها قواتكم المسلحة أن قوة الإرادة والعزم أصلب من كل تحد، وكما تقدم الزمن والتاريخ زاد الشعور بالمسئولية وبالمقدرة على تخطي الصعاب .
هذا التاريخ الحافل بالبذل والعطاء لا يسعه إلا أن يضفي ثقة بالنفس وبالمواطن والتزاما أكبر تجاه العقيدة والوطن .
إننا إذ نقدر لكم وقفتكم المشهودة هذه في هذا اليوم المبارك نجدد عهدنا معكم بأن تظل القوات المسلحة حارساً أمينا وحصناً متيناً للوطن ... خيولها ستظل مُسرجة وسيوفها مشرعة وأعناقها مشرئبة وعُيونها مفتوحة حتى يتحقق نصرُ اللهِ ويعم السَلام ربُوع الوطن الحبيب .
ونسبة لظروف الخريف والأمطار والسيول والفيضانات التي تأثرت بها أجزاء واسعة من البلاد لقد تم استنفار كل منتسبي القوات المسلحة لمساعدة المواطنين بكل ولايات السودان المختلفة ، ونعدِكم بأنه سيكون هنالِك احتفال نوعي بمناسبة العيد الستين لقواتكم المسلحة الباسلة في شهر ديسمبر من هذا العام بإذن الله تعالي .
الله أكبر .. الله أكبر والعزة والمنعة للوطن ولقواتكم المسلحة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إرسال تعليق