نارسيسيت الفيسبوك: هل التعاطف داله في العرق/الدين/الفكر؟
#############
من حسن حظي انني كنت معاصرا لثلاثه مشاهد تفاعليه للانسان -موغله في دراميتها- تكشف بوضوح كيف ينافق انسان العصر الحديث .. او لعلها توضح كيف يتصرف الانسان؟!
اول هذه المشاهد هو انتشار صور مأساويه لقتلى الحروب السودانيه على الاسفير .. فانقسم الناس تجاهها الى طرفين - دعوني اثبت تسمية هذه الاطراف "بالطرف أ والطرف ب" لمتبقي هذا البوست- كان الطرف ب يعلن تعاطفه مع هؤلاء الضحايا باعتبارهم "ضحايا ينبغي ان يتضامن معهم" .. و لم يكترث الطرف أ بابداء اي تعاطف تجاه هذه المنشورات مما دفع الطرف ب باتهامهم "باللا انسانيه"!.
المشهد الثاني كان قبل اشهر قليله فقط حين انتشرت في الاسفير ايضا صور لصغير سوري غريق على شط البحر .. -للمفارقه هنا- كان الطرف أ هذه المره مهتما للغايه بابداء تعاطفه مع هذا المشهد باعتبار انه "ضحيه انسانيه ينبغي التضامن معه" .. ولكن - للمفارقه ايضا- كان الطرف ب منتقدا -صراحة وضمنا- لهذا التعاطف .. باعتبار ان هنالك من "هو اولى وأجدر بهذا التعاطف"!.
المشهد الثالث لايزال -لايف- هذه الايام .. واعني به حادثة تفجيرات باريس .. حيث قام الطرف ب هذه المره بالتعاطف مع هؤلاء الضحايا باعتبارهم "ضحايا ينبغي التضامن معهم" ولكن قام الطرف أ هذه المره بشن هجوم عنيف على الطرف ب باعتبار ان هنالك من " هو اولى وأجدر بهذا التعاطف"!
الشاهد في هذا هو ان "الانسانيه" لم تكن "عاملا محددا للتعاطف" .. اي ان "التعاطف ليس داله في الانسانيه"!!! فكل الضحايا بشر ابرياء والا لما كان هنالك اختلاف.
يمكن فك "طلاسم" -هذه المسرحيه- وتصبح "لوجيكالي اكسبتد" اذا علمنا ان الطرف أ يرى نفسه "متحدا عنصرا/دينا/فكرا" مع ضحايا المشهد الثاني .. والطرف الثاني يرى نفسه "متحدا عنصرا او/دينا/فكرا" مع ضحايا المشهدين الاول والثالث!
........
تقول احدى النظريات السلوكيه ان الانسان يتعاطف -حقيقة- مع "من يظن انهم منه وهو منهم" .. فقط ولا شيء غير ذلك!
نتيجه قاسيه بلاشك ولكن صنف "العلماء المتفاءلون" ذلك السلوك بانه احد اختلالات الشخصيه البشريه التي -قد- تصيب الفرد .. وتم وضع النارسيسزم - حب الفرد لنفسه ونوعه وحوجته لتلقى الاعجاب وعدم قدرته للتعاطف خارج هذه الداءره- ضمن ما يعرف باضطرابات الانا من العنقود ب Cluster B Personality Disorder.
........
تقول احدى النظريات السلوكيه ان الانسان يتعاطف -حقيقة- مع "من يظن انهم منه وهو منهم" .. فقط ولا شيء غير ذلك!
نتيجه قاسيه بلاشك ولكن صنف "العلماء المتفاءلون" ذلك السلوك بانه احد اختلالات الشخصيه البشريه التي -قد- تصيب الفرد .. وتم وضع النارسيسزم - حب الفرد لنفسه ونوعه وحوجته لتلقى الاعجاب وعدم قدرته للتعاطف خارج هذه الداءره- ضمن ما يعرف باضطرابات الانا من العنقود ب Cluster B Personality Disorder.
وعليه -عزيزي القاريء- هذه "فرصه جيده" لتشخيص نفسك .. ما عليك سوى ان تسأل نفسك عن احساسك تجاه المشاهد الثلاثه اعلاه:
1. ان كنت تشعر بالتعاطف مع ضحايا الحروب السودانيه والطفل الغريق والضحايا الفرنسيين .. فأنت انسان طبيعي وسوى ولا غبار عليك -غالب الظن.
2.ان تعاطفت فقط مع صورة الطفل الغريق فانت غالبا من الطرف أ .. مصاب باحدي اختلالات الانا- غالب الظن.
3. ان تعاطفت فقط مع الضحايا السودانيين والفرنسيين فانت غالبا من الطرف ب .. مصاب باحدى اختلالات الانا -غالب الظن.
4.ان كان تعاطفك "كومبنيشن" مختلف فابحث عن روابط عرقيه دينيه فكريه -غير رابط الانسانيه- تربطك مع من تعاطفت معه .. ان وجدت فانت طرف اخر مصاب باحدى اختلالات الانا ايضا-غالب الظن.
1. ان كنت تشعر بالتعاطف مع ضحايا الحروب السودانيه والطفل الغريق والضحايا الفرنسيين .. فأنت انسان طبيعي وسوى ولا غبار عليك -غالب الظن.
2.ان تعاطفت فقط مع صورة الطفل الغريق فانت غالبا من الطرف أ .. مصاب باحدي اختلالات الانا- غالب الظن.
3. ان تعاطفت فقط مع الضحايا السودانيين والفرنسيين فانت غالبا من الطرف ب .. مصاب باحدى اختلالات الانا -غالب الظن.
4.ان كان تعاطفك "كومبنيشن" مختلف فابحث عن روابط عرقيه دينيه فكريه -غير رابط الانسانيه- تربطك مع من تعاطفت معه .. ان وجدت فانت طرف اخر مصاب باحدى اختلالات الانا ايضا-غالب الظن.
اخيرا .. نعم .. "الانسانيه" لا تتجزأ .. ولكن هل الانسان "انساني" حقيقة؟؟
إرسال تعليق