الرئيسية » » صلاح الدين عووضة : شخابيط !!

صلاح الدين عووضة : شخابيط !!

تم النشر يوم الجمعة، 30 يناير 2015 | 12:07 م

شخابيط !! 

* كتبت مرة عن فضيحة صحفية جرت أحداثها بدولة تعجّ بـ(ذوي المال!)..
* فرجل ذو مال من أولئك (طلعت في راسه) يوماً أن (يهزّر شوية) مع محبي المال من النُقاد الصحفيين..
* أراد أن (يهزّر) ولم يدرِ أنّ (هزاره) هذا سيكون موجعاً بدرجة (فضيحة!)..
* فقد كانت فضيحة بجلاجل.. 
* وبسببها توارى نفر من الذين (اختشوا) من الصحفيين المفضوحين..
* صحيح هم لم يبلغوا مرحلة (اللي اختشوا ماتوا) ولكن يُحمد لهم مجرد الوقوف عند مرحلة (اللي اختشوا تواروا)..
* و(عقبال) أشباهٍ لهؤلاء هم (على قفا من يشيل!) ..
* فذو المال (الفايق ورايق) هذا وضع أمام قرد له بقصره لوحة بيضاء، وعلبة ألوان، و(سبيطة) موز..
* وباشر القرد عمله على الفور..
* وبعد نصف ساعة من الزمن كان الموز قد خلص....
* وكذلك علبة الألوان....
* فكل قشرة موز يقذف بها القرد نحو الأرض تقابلها (رشّة) لون يقذف بها نحو اللوحة..
* وكان (الامتلاء) هو عنوان الحدث...
* امتلأت بطن القرد موزاً، والأرض قشراً، واللوحة بُقعاً..
* وانتقل ذو المال لخطوته التالية استدراجاً للباحثين عن (امتلاء!!) الجيوب من الصحفيين..
* فقد دعا لفيفاً من النّقاد الصحفيين إلى قصره لمعاينة اللوحة مُشعراً إيّاهم- دون أن يفصح- أنّ راسمها هو مضيفهم نفسه..
* ثم أشعرهم كذلك أنّ ثمة ما يمكن أن (يُنفح) لكل من يُبدع نقداً في وصف اللّوحة المُزاح الستار عنها..
* أي اللوحة (القردية !)....
* وعجّت صحف اليوم التالي بإبداعات تفسيرية في وصف لوحة ذي المال لم تحظ بمثلها حتى (الجيوكاندا!) نفسها..
* فمنهم من قال إنّها تمثل نقطة تحوّل في تجليات الراهن للفن السريالي..
* ومنهم من قال إنّها طفرة (حداثوية) في مجال التشكيل..
* ومنهم من قال إنّ مدرسة (تجريدية) جديدة لانعكاسات الدواخل المُلهمة في طور التبلور..
* ثم جمع كل أولئك (ذو المال)- بعد أيام عدة- وأسمعهم ما نتمنى أن يسمع مثله أشباهٌ لهم كثرٌ في أيامنا هذه..
* أشباه لهم ينثرون (ألوان) رِيَشِهِم (حسب الطلب!).....
* ثم لا يختشون...........
* قال لهم ذو المال: (تجليات إيه وحداثوية إيه ومدرسة إيه يا مستهبلين؟ اللوحة دي شخبطها قرد!)..
* نعم؛ قرد شخبط شخابيط وهو (يلتهم) الموز تماماً كما (تلتهم) النظرات أجساد بعض مطربات زماننا هذا وهن يغنين (شخبط شخابيط!)..
* ومثلما يشخبط الآن- كذلك- البعض منا طمعاً في (الالتهام!!)..
*ثم لا يشبعون !!!



____________
الصيحة

شارك الموضوع :

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لموقع (عين السودان) الإخباري الوثائقي