* في مثل يوم الجمعة هذا- الذي نصوم فيه عن السياسة- حدثت قصتنا تلك التي جاءت تحت عنوان (منقة كسلا)..
* وللذين لم يكونوا قرأوا الكلمة المذكورة نقول إن رفيق صبا- من غير أهل حلفا- لم يكن يكف عن البكاء منذ أن حل والده بحيِّنا منقولاً من كسلا..
* فهو دائماً في حالة بكاء؛ سواء في المدرسة أو السينما أو النادي أو أمسيات السمر المقمرة في (الساحة)..
* وأصل الحكاية أن الوافد الجديد لحلفا ذاك كان يحب فتاة كسلاوية قال إنه لم ير (أحلى) منها في حياته رغم أن حياته هذه- آنذاك- لا يُعتد بـ(طولها)..
* ثم كان يطلق عليها اسم (منقة كسلا) إعجاباً بأغنية شعبية من أغاني برنامج (ربوع السودان) الإذاعي يقول مطلعها:
منقة كسلا حلوة وصافي لونا...
تومتي بريدا غرب القاش سكونا...
* وحين ازدادت حالة زميلنا هذا سوءاً- جراء دموع أشبه بـ(الطرفة البكاية)- قررنا أن نذهب إلى كسلا في عطلة من عطلات نهاية الاسبوع كيما نضرب عصفورين بحجر..
* أن يزور (البكَّاي)- حسبما ما سميناه- (منقته) عسى أن يجف دمعه أو يخف كثيراً من جهة..
* وأن نزور نحن (عيناً) لا يكاد يجف (دمعها) هي توتيل من جهة أخرى..
* وما أن توقفت العربة بنا في (قلب) سوق كسلا- نهار يوم جمعة- حتى أوشك أن (يتوقف قلب) صاحبنا عند تنسمه (الدُعاش) الكسلاوي ذاته الذي تتنسمه فتاته بعد أن كفكفت السحب (دموعها) في تلكم اللحظات..
* وما حدث- من بعد ذلك- أشرنا إليه في كلمتنا تلك بعنوان (منقة كسلا) ولكن (الجديد) هو ما أفادنا به (بطل الحكاية) نفسه هاتفياً قبل فترة..
* فقد قال الذي يشغل منصباً (حساساً) الآن إن زيارة قام بها لكسلا جعلت دمعه ينهمر كما في سابق العهد وإن كان السبب- هذه المرة- غير ذي صلة بما مضى..
* قال إنه أبصر في زقاق من أزقة الحي (العتيق) شبحاً يتخبط يمنة ويسرة ليتشكل أمامه (حطام امرأة) حين صار على بعد خطوة منه..
* وعندما تمعن في وجه الشبح هذا فوجئ صاحبنا بأنه ذو ملامح تبدو (مألوفة) لديه..
* بل هي مألوفة إلى حدٍّ جعل قلبه يستعيد ذكرى ضربات له بسوق كسلا قبل سنوات عديدة خلت كادت أن تتسبب في (توقفه عن الخفقان)..
* ونظرت في عينيه عميقاً- المرأة الشبح- ثم غمغمت بكلام لم يفهمه وهي تواصل مشيها (المتخبط) إلى أن ولجت زقاقاً آخر..
*والذي لم يفهمه صاحبنا من الكلام غير المفهوم هذا - أو لم يرد أن يفهمه - فسرناه نحن بأنه كان عتابا ذا (بكاء) صامت..
* وختم حديثه متسائلاً من كنا نلقبه بالبكَّاي : هل يمكن للزمن أن يفعل في من كانت يوماً (أحلى) واحدة في الدنيا فعلاً مثل هذا؟!..
*ولكنه لم يُسائل نفسه عما يمكن أن يكون قد (فعله) هو بها بأكثر مما فعل الزمن..
* فقد بدا شاحباً لونها من كانت - في زمن مضى- (حلوة وصافي لونها)..
* هكذا همس ثم..............(بكى !!!).
_________
من صفحة الاستاذ صلاح الدين عووضة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
* وللذين لم يكونوا قرأوا الكلمة المذكورة نقول إن رفيق صبا- من غير أهل حلفا- لم يكن يكف عن البكاء منذ أن حل والده بحيِّنا منقولاً من كسلا..
* فهو دائماً في حالة بكاء؛ سواء في المدرسة أو السينما أو النادي أو أمسيات السمر المقمرة في (الساحة)..
* وأصل الحكاية أن الوافد الجديد لحلفا ذاك كان يحب فتاة كسلاوية قال إنه لم ير (أحلى) منها في حياته رغم أن حياته هذه- آنذاك- لا يُعتد بـ(طولها)..
* ثم كان يطلق عليها اسم (منقة كسلا) إعجاباً بأغنية شعبية من أغاني برنامج (ربوع السودان) الإذاعي يقول مطلعها:
منقة كسلا حلوة وصافي لونا...
تومتي بريدا غرب القاش سكونا...
* وحين ازدادت حالة زميلنا هذا سوءاً- جراء دموع أشبه بـ(الطرفة البكاية)- قررنا أن نذهب إلى كسلا في عطلة من عطلات نهاية الاسبوع كيما نضرب عصفورين بحجر..
* أن يزور (البكَّاي)- حسبما ما سميناه- (منقته) عسى أن يجف دمعه أو يخف كثيراً من جهة..
* وأن نزور نحن (عيناً) لا يكاد يجف (دمعها) هي توتيل من جهة أخرى..
* وما أن توقفت العربة بنا في (قلب) سوق كسلا- نهار يوم جمعة- حتى أوشك أن (يتوقف قلب) صاحبنا عند تنسمه (الدُعاش) الكسلاوي ذاته الذي تتنسمه فتاته بعد أن كفكفت السحب (دموعها) في تلكم اللحظات..
* وما حدث- من بعد ذلك- أشرنا إليه في كلمتنا تلك بعنوان (منقة كسلا) ولكن (الجديد) هو ما أفادنا به (بطل الحكاية) نفسه هاتفياً قبل فترة..
* فقد قال الذي يشغل منصباً (حساساً) الآن إن زيارة قام بها لكسلا جعلت دمعه ينهمر كما في سابق العهد وإن كان السبب- هذه المرة- غير ذي صلة بما مضى..
* قال إنه أبصر في زقاق من أزقة الحي (العتيق) شبحاً يتخبط يمنة ويسرة ليتشكل أمامه (حطام امرأة) حين صار على بعد خطوة منه..
* وعندما تمعن في وجه الشبح هذا فوجئ صاحبنا بأنه ذو ملامح تبدو (مألوفة) لديه..
* بل هي مألوفة إلى حدٍّ جعل قلبه يستعيد ذكرى ضربات له بسوق كسلا قبل سنوات عديدة خلت كادت أن تتسبب في (توقفه عن الخفقان)..
* ونظرت في عينيه عميقاً- المرأة الشبح- ثم غمغمت بكلام لم يفهمه وهي تواصل مشيها (المتخبط) إلى أن ولجت زقاقاً آخر..
*والذي لم يفهمه صاحبنا من الكلام غير المفهوم هذا - أو لم يرد أن يفهمه - فسرناه نحن بأنه كان عتابا ذا (بكاء) صامت..
* وختم حديثه متسائلاً من كنا نلقبه بالبكَّاي : هل يمكن للزمن أن يفعل في من كانت يوماً (أحلى) واحدة في الدنيا فعلاً مثل هذا؟!..
*ولكنه لم يُسائل نفسه عما يمكن أن يكون قد (فعله) هو بها بأكثر مما فعل الزمن..
* فقد بدا شاحباً لونها من كانت - في زمن مضى- (حلوة وصافي لونها)..
* هكذا همس ثم..............(بكى !!!).
_________
من صفحة الاستاذ صلاح الدين عووضة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك
إرسال تعليق