قام الصحفي الهندي عز الدين بكتابة مقال استنكر فيه إقدام شباب الحوادث على تقديم الحاجة أم قسمة لافتتاح غرفة العناية المكثفة بدلاً عن المسئولين ، فهاجت مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات وحتى بعض كتاب الصحف على رؤيته حول التراتبية فأردفه بمقال آخر
أدناه المقالين الذين أثارا جدلاً واستنكاراً واسعاً من كافة شرائح الشعب السوداني لدرجة أن البعض أنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لمقاطعة صحيفة المجهر
أدناه المقالين الذين أثارا جدلاً واستنكاراً واسعاً من كافة شرائح الشعب السوداني لدرجة أن البعض أنشأ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لمقاطعة صحيفة المجهر
المقال الأول :
عندما تصبح (ست الشاي) وزيرة صحة فقط لأغراض هذا الاحتفال!!
حدثتكم أمس الأول عن تقديس (التراتبية) واحترام الأول، والسابق، والكبير في المجتمع الهندي لدرجة أن طالب (سنة أولى جامعة) يهب واقفاً من مقعده إذا مر بمكان جلوسه أحد طلاب (سنة ثانية) أو (ثالثة)!! وقارنت المشهد بالسودان .. ولقيت الفرق شاسعاً !!
قبل يومين احتفلت صحفنا بخبر افتتاح (ست شاي) لغرفة عناية مركزة للأطفال، أشرف على تشييدها شباب مبادرة (شوارع الحوادث) بالخرطوم الذين ظلوا يرابطون بذلك الشارع جوارأقسام الطوارئ بمستشفى الخرطوم، يجمعون التبرعات من عامة المواطنين، ورجال ونساء البر والإحسان لشراء الأدوية ومساعدة المرضى المعسرين .
المبادرة في حد ذاتها لا غبار عليها وتستحق الدعم والمؤازرة، وتشجيع قيام مبادرات شبيهة جوار كل مستشفى ومركز صحي بالسودان .
لكن إصرار هؤلاء الشباب المتحمسين على تقديم إحدى خالاتنا المحترمات من (ستات الشاي) بالشارع، وهي من كانت تشكل (بنابرها) قاعة اجتماعات ومركز قيادة للمبادرة، تقديمها لـ(قص شريط) افتتاح الغرفة بمستشفى "محمد الأمين حامد" للأطفال، إنما يعبر بوضوح عن (حالة الرفض الشامل) وعدم الاعتراف بأي كبير في هذا المجال، وزير أو مدير، أو اختصاصي علم في مجال طب الأطفال، أو رمز اجتماعي ناشط في عمل الخير، أو أكبر المساهمين في بناء الغرفة موضوع الافتتاح، كل هؤلاء وغيرهم لا يمثلون شيئاً عند هذا الشباب (الرافض لكل شيء) أو هكذا بدا لي!!
ولهذا جاءوا بالسيدة الفاضلة (ست الشاي) لتقص الشريط في سابقة خطيرة تهدد بنسف أي فكرة لمشروع (تراتبية محترمة) في السودان، كما هو الحال في جمهورية "الهند" نتجاوز بها ضغائن ومرارات، وآثار صراعات الانتماءات والولاءات السياسية والفكرية الطاحنة.
تسقط السياسة .. ويذهب (الكيزان) و(الشيوعيون) و(الأنصار) و(الختمية)، ولكن يبقى وزير الصحة هو وزير الصحة، وكبير اختصاصيي الأطفال هو كبير الاختصاصيين .. يبقى المنصب ويمضي الشخص، لتستقر معايير الأمة ومقدساتها وثوابتها التي لا تتأثر بالمتغيرات.
ولا أدل على ما ذهبت إليه من أن وزير الصحة الاتحادي الحالي "بحر أبو قردة" كان من أبرز قادة حركات التمرد المسلح في دارفور، وإذا به اليوم رئيس حزب سياسي مشارك في الحكومة .
قد تبدو فكرة شباب شارع الحوادث مدهشة للبعض ولافتة، وقد يكون مبعث ابتداعها التقدير والتوقير لهذه السيدة الفقيرة النبيلة التي بدأت علاقتها معهم عند مرض طفلتها وملازمتها لها بمستشفى الخرطوم، ثم خروجها لبيع الشاي جوار المستشفى لتكملة تكاليف العلاج، قد يكون ..، ولكنني بصراحة استشعرت في ثنايا الفكرة (حالة رفض) صادمة ومقلقة، أكثر من نموذج وفاء وعرفان وتبجيل لشرائح ضعيفة!
هي في الغالب (حالة هتافية) ناعمة وصاخبة في ذات الوقت، ولم تستطع أكاليل زهور الاحتفال المتناثرة في المكان التغطية على تفاصيل ذلك المشهد العبثي .
وربما كان مقبولاً بل ورائعاً أن يتم إطلاق اسم تلك السيدة أو طفلتها على غرفة العناية، فتكون غرفة الحاجة (فلانة الفلانية للعناية بالأطفال)، دون حاجة لتزايدات قص الشريط .
إن الأمة التي تضع ست الشاي مكان وزير الصحة، ووزير الصحة محل ست الشاي، مع أن بناء الغرفة ما كان ليتم لولا موافقة الوزارة وسلطاتها المختصة، أمة لا يمكنها أن تتقدم شبراً إلى الأمام في ظل هذا النظام أو غيره من أنظمة (الثوار)!!
أنا لا يهمني هنا السيد "بحر أبو قردة" أو الدكتور "مأمون حميدة"، ولكن تعنيني المحافظة على القيم العامة، والمبادئ الأساسية الحاكمة لمنظومات المجتمع والدولة، لتكون دولة محترمة .. دولة مؤسسات راسخة، لا دولة أحزاب .. وحركات .. و جبهات .. وقبائل.
المقال الثاني :
العبثيون المتحدون.. مسلسلات الاحتماء بـ"ستات الشاي"!!
} انفجر مناضلو (الكي بورد).. مرة أخرى.. هاجوا وماجوا في الداخل والخارج، ومن كل أصقاع الدنيا.. غضباً أرعن على رفضنا- الذي سيستمر ولن يتوقف- لتكليف سيدة (ست شاي) بافتتاح غرفة عناية مكثفة والتفضل بقص الشريط إيذاناً بالتدشين في مستشفى "محمد الأمين حامد" للأطفال.. وسط تصفيق ثلة من العبثيين.. الأولين والآخرين، الذين حاولوا تجاهل واستفزاز كل الجهات المختصة والمسؤولة عن الصحة في بلادنا رسمية كانت أم أهلية!!
} هؤلاء (الشفع) "اليفع".. أقاموا ثورتهم (الحمراء) على صفحاتهم البئيسة بالـ(فيسبوك)، لا في "ميدان أبو جنزير"، فأمثال هؤلاء ليسوا من رجال (الميادين)، ولهذا حضر قبل عدة سنوات الراحل الكبير "محمد إبراهيم نقد" إلى (الميدان) ولم يجدهم.. فكتب عبارته الخالدة على "كرتونة" ما زالت بطرفنا: (حضرنا.. ولم نجدكم)!! والرسالة وجهت يومها إلى الكثير من صناديق البريد.. حيث صمت جميع المناضلين عن الإجابة عن السؤال الكبير!!
} وعندما علم السادة مناضلو (الأعمال الخيرية) التي لا حسابات لها، ولا مراجعين قانونيين ولا ضرائب ولا زكاة، عندما علموا أن العبد لله الذي لا حول ولا قوة له إلا بالله، لا يتعاطى أسواق الكذابين بالـ(فيس)، ولا صفحة له من بين صحائفهم السوداء، غير أنه يستخدم (الواتس) كثيراً في الكتابة وإدارة الصحيفة من داخل وخارج البلاد، انهمروا على هاتفه الخاص يبذلون الإساءات والشتائم برعونة يحسدون عليها.. وجهالة بقانون جرائم المعلوماتية تكشف أنهم ما زالوا (أولاد وبنات صغار)، لا (كبير) أمامهم.. ولا حكيم يناصحهم، ولهذا يريدون لسوداننا العظيم أن يكون متاهة بين الأمم، فوضى وعبثية.. وصبيانية ما أنزل الله بها من سلطان.
} وإذا اعتبرنا أن جوقة من المتوهمين بعودة زمن "كارل ماركس" قد ابتدعوا فكرة الدفع بـ(ست شاي) لقص شريط افتتاح جناح أو غرفة أو عنبر داخل مباني مؤسسة علاجية حكومية، فما الذي جعل وزارة الصحة بالخرطوم وإدارة المستشفى تسمح بهذه الإهانة البالغة لكل مسؤول عن إدارة صحية في جمهورية السودان؟! نحن هنا لا نتحدث عن (علو) مكانة أو (وضاعة) أي "ست شاي" في مجتمعنا الفاضل، فأنا شخصياً لي علاقات ود واحترام متبادل مع غالب "ستات الشاي" اللائي يتخذن من أركان شارعي "علي دينار" و "المك نمر" حول صحيفتنا، مقراً ومستقراً لـ(تلقيط) الأرزاق من خلف (المناقد). اذهبوا واسألوهن- يا سفهاء آخر الزمان- عن من يقف إلى جوارهن عندما تضيق بهن المضائق وتدلهم عليهن حجب الليل.. ولا أزيد.
} ولكن علاقتي هذه الحميمة بخالات من بقاع السودان المختلفة امتهنّ بيع الشاي مورداً للحياة، لا تمنعني أن أرفض وبشدة تقديم إحداهن لافتتاح مؤسسة خدمية عامة.. نكاية.. فقط في الحكومة!!
} ورفضي لهذا المسلك الارتجالي المرتبك لا يقوم على أجندة ومفاهيم (طبقية)، كما حاول (الشيوعيون الجدد).. شيوعيو زمن (اللوتري) والسفارات والجوازات.. والمعونة الأمريكية، أن يصوروا لمن يجد وقتاً فيضيعه في مواقعهم الهرجلة.. وصفحاتهم المراحيض!!
} بل إنني وكثيرون أرسلوا يؤيدونني في مواجهة حملة (بعثرة الأمة السودانية) المدعومة بمؤسسات ظلامية عالمية، نرفض استغلال (ستات الشاي) والزج بهن في أتون معارك سياسية، ونرى أنه غير مناسب وغير لائق إطلاقاً، أن تقوم إحداهن مهما بلغ حد النبل والكرامة في دواخلها بمهمة كتلك.. لماذا؟ الإجابة: (لعدم الاختصاص). فما علاقة "ستات الشاي" بالعنابر والمستشفيات وغرف العناية، حتى ولو ظللن مجاورات لتلك المؤسسات سنين عددا؟!!
} وتبعاً لسلوك "شارع الحوادث" المشين المهين.. فإننا سنسمع غداً بإحدى (فراشات) مدرسة ابتدائية أو ثانوية تحل محل (أبلة الناظرة) في طابور الصباح وحصة الرياضيات!!
} ثم يحل (العريف) مكان (العقيد)، و(المشجع) مكان (المدرب)، و(الغفير) محل (الوزير)!! وليتهم اجتهدوا ليكون مكان الطلقة عصفورة.. تحلق حول نافورة.. وتداعب شفع الروضة!!
} سادتي.. لا نريد أن نسمع مرة أخرى بمثل هذه الصبيانيات.. فنحن ما زلنا نأمل في دولة محترمة تراعي (التراتبية) في كل شيء.. لا تجاوز فيها للمقامات.. والمسؤوليات.. والاختصاصات.
_______________
نقلاً عن صحيفة المجهر
+ التعليقات + 1 التعليقات
يا أخونا تراتيبية شنو القادنا بها
الناس سواسية يا مخرف
و بعدين أبو قردة من حركة تمرد لوزير مش أحسن منه المسالم لأن تراتيبتك دي تقول كدا
و بعدين هندي و يحتج بالهند بلد عبادة البقر
نقول عليك هندي و لا بقر
إرسال تعليق