تراسيم
يوسف اعرض عن هذا.!!
الظافر
قبل ايام تعجب الناس من مظاهرة احتجاجية سيرها فنانو السودان..ومصدر التعجب ان نقابة الفنانين لا تتعاطى السياسة الا بالقدر اليسير..الا ان العجب سيتلاشى ان علمت ان امين عام مجمع الفقه الإسلامي صرح انه تردد كثيرا قبل ان يلج الى دار اتحاد الفنانين ..مولانا اكد انه بعد ان استخار دخل الدار مقدما قدمه اليسرى ..بمعنى ان مولانا تعامل بفقه الذي يدخل الى المرحاض ..التعليق الجارح جعل الفنانين يتعاملون بحساسية والسبب ان المصدر رجل دين مرموق ينتسب لمؤسسة فقهية معروفة.
بذات الحساسية تعاملت بالفتوى التي اصدرها صديقي يوسف الكودة قبل ايام..دكتور الكودة من مهجره السيوسري أفتى بعدم التصويت للرئيس البشير وأنصاره في الانتخابات القادمة ..بنى الكودة فتواه ان الإنقاذ جاءت عبر انقلاب عسكري مخادع وبهذا فهى باطل وما بنى على باطل فهو كذلك ..الا ان الحرج سيتلبس شيخنا الذي قاد في يوم ما التقارب بين الإنقاذ وجماعته أنصار السنة..بل ان الكودة قال في حوار صحفي مع صحيفة الشاهد "الرئيس البشير.. شخصية مُحترمة ومُخلصة ويُحب الإسلام، ولكن للأسف لم يجد (بطانة) تعينه على الحق منذ بداية عهد الإنقاذ الأول."..وفي ذات الحوار الذي نشر بتاريخ ١٨ مارس ٢٠١٢ ابدي الشيخ تحفظا على فكرة الثورة على الانقاذ مخافة العواقب السيئة..هنا يقفز سؤال محرج ما الذي تغير في غضون ثلاث أعوام.
العمود الثاني في فتوى الكودة المربكة ان الإنقاذ فشلت فشلا ذريعا في تسيير شئون الحكم ..استشهد الكودة بانفصال الجنوب وبعض مظاهر التردي الاقتصادي..لكن ما يراه الشيخ فشلا يستحق فتوى دينية مسالة نسبية..بذات المعيار سيخرج أنصار الحزب الحاكم وعلى آسنة رماحهم إنجازات اقتصادية ضخمة مثل استخراج البترول أو التوسع في التعليم الجامعي ..في تقديري الحكم بفشل الإنقاذ في تحقيق النجاح يحتاج الى بحث أكاديمي ينتهي براي سياسي غير مسنود بفتوى دينية.
لاحظت ان شيخ الكودة في فتواه المتعجلة اعتمد على راي الدكتور عصام البشيررئيس مجمع الفقه الإسلامي الذي تحدث في منبر الجمعة على ان التصويت في الانتخابات مسئولية..شيخ عصام بذكاء وهدوء طلب من الجمهور ان يتفحص في البرامج المطروحة قبل ان يدلي برأيه لان التصويت مسئولية دينية..يومها وجهنا نقدا لشيخ مسجد كافوري لانه وضع قيودا على فكرة مقاطعة الانتخابات باعتبار ان الصوت أمانة يجب الا تحجب ..شيخ الكودة بحماس سياسي حاول استخدام راي عصام البشير وليست فتواه ولكن في اتجاه مناقض..ذيل شيخ الكودة فتواه السياسية باعتباره عضوا في مجمع الفقه الإسلامي .
في تقديري ان اطلاق الفتاوي العشوائي ظاهرة يجب ان تتوقف ..الاستمرار في استخدام الاحكام الدينية القطعية في التقديرات السياسية امر مرفوض حتى لا تصبح الفتاوي مثل الشيكات الطائرة تكتب عند الحاجة ولكن بلا قيمة حقيقية .
(التيار). aaalzafir@gmail.com
إرسال تعليق