الرئيسية » » مقال صلاح الدين عووضة الممنوع من النشر : المشنقة

مقال صلاح الدين عووضة الممنوع من النشر : المشنقة

تم النشر يوم السبت، 24 يناير 2015 | 9:41 ص

المشنقة !! منع من النشر

*حين كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل كانت خطى (ذات وقع!) تقترب من منزل المحامي في الوقت ذاته..
*وعلى مبعدة من الباب يتماهى مع حرارة محركات الفارهات الهواء المحيط بها فيسخن بدوره..
*وتنتقل سخونة الأجواء إلى داخل البيت عند سماع أهله طرقاً لا يُنبي - في مثل هذا الوقت من الليل - إلا عن (كارثة!)..
*وتطمئن زوجة المحامي - إلى حد ما - حين تُدرك أن الزائرين ليسوا من الذين هم (في بالها)..
*بل إن هؤلاء لا دخل لهم أصلاً بـ(القضية الشهيرة!) التي اقترن اسم زوجها بها في الآونة الأخيرة..
*فهي قضية أضحت بمثابة الممول الرئيسي لـ(بضاعة الإثارة) - في سوق الصحف - منذ لحظة (تفجرها!)..
*وتُنسي أسباب الزيارة المحامي أحداث مباراة (برشلونة ـ ريال) التي كان يتابعها بشغف وقتذاك..
*فهي أسباب ما كانت لتخطر على باله حتى في أحلام النوم، أو اليقظة، أو حتى الكوابيس..
*وتعمد الانتظار ريثما يحتسي القهوة مع ضيوفه ليستعيد عقله (تماسكه) ويضحى قادراً- من ثم - على استيعاب (الحدث)..
*أو بالأحرى ليكف عن عقله (الدوار) الذي اصابه جراء (دوران) الأرقام (الفلكية) من حوله..
*أرقام إن هي أنقذت عنق (شخص!) من المشنقة فسوف تنقذ أعناق (جيوبه)- أيضاً- من مشانق ضغوط زماننا هذا..
*ويسترق ابنه الكبير السمع ليرى كيف تعبر مبادئ والده - التي يفاخر بها - جسور (المغريات)..
*فقد ترك استذكاره ليقف خلف باب الصالون - متنصتاً - في مسلك كان يراه (مشروعاً) إن لم يكن (مطلوباً)..
*وما جاء من أجله (ذوو اللوامع!) هؤلاء كان ظاهره مشروعاً - كذلك - وباطنه من قبله (شراء الصمت)..
*صمت أهل القتيلة عن القصاص ، والمحامي عن (القضية)..
*وفي مقابل الصمت هذا سوف تصمت - عن الاحتجاج - أصواتٌ تطالب بنصرة (أخيهم) ظالماً أو مظلوما..
*ويُجاري المحامي ضيوفه في المساومات - فضولاً - لمعرفة إلى أي مدى هم (مفوضون!)..
*ويذهل هو وزوجته وابنه عند سماع سقف ما هو (مبذول!) من أجل زحزحة العنق من منصة الإعدام..
*ولتعنت المحامي هذا فلسفة لم يُرد توضيحها يأساً من إمكان تفهم زائريه لها..
*فلسفة خلاصتها أن (رؤوساً) قد أينعت بسماد (استسهال القتل) ولا بد من (قطف) بعضها وقفاً للظاهرة..
*وآخر الذين نجوا بـ(جرمهم) - يقول المحامي - المعتدون على صاحب (التيار) وإن لم يرق لمستوى القتل..
*أو ربما هم لم ينجوا بعد كما يقول الزميل عثمان ميرغني..
*فهو ما زال ممسكاً بـ(حبل الأمل الرهيف!)..
*وفي رواية أخرى(الصبر الأسيف!!).

______________
نشر الاستاذ صلاح الدين عووضة هذا المقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعد منعه من النشر الورقي على صفحات الصيحة
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

 
جميع الحقوق محفوظة لموقع (عين السودان) الإخباري الوثائقي