UMMA News :
سلم المكتب الخاص لﻻمام الصادق المهدي بالخميس خطابا منه إلى 19 من قادة الجبهة الإسلامية القومية سابقاً المؤتمر الوطني لاحقاً.
نص الخطاب أدناه
21/10/2014
إلى/ الأخوة قادة وعضوية الجبهة الإسلامية القومية سابقاً (المؤتمر الوطني لاحقاً)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد-
نقف الآن نحن وأنتم على طرفي نقيض فكرياً وسياسياً، ولكن يجبرنا على مخاطبتكم وطن مشترك: السودان، ودين مشترك: الإسلام.
أقدمتم على إنقاذ الوطن بمشروع تطبيق الشريعة الذي رفعتم شعاراته أثناء العهد الديمقراطي بصورة القفز على المراحل، فصارت التجربة بكل مقياس موضوعي فاشلة، لم يقترب المجتمع السوداني بعد ربع قرن من حكمكم المطلق من مقاصد الإسلام، وانقسم الوطن، وانتشرت فيه جبهات الاقتتال، وأرهقه التردي الاقتصادي، وتلاحقه عزلة دولية غير مسبوقة.
ليس مستغرباً أن نعلن، نحن الذين انقلبتم علينا وقلتم فينا دون أية بينات ما قاله مالك في الخمر، أن نعلن فشلكم. ولكن الواقع في البرهان على الفشل أبلغ من مقولاتنا، بل أقلام أذكى قادتكم وأعضائكم كانت أفصح في الإدانة، مثل الأخوة الطيب زين العابدين، وعبد الوهاب الأفندي، وخليل إبراهيم، وحسن مكي، ومصطفى إدريس، وخالد التجاني، والتجاني عبد القادر، والقائمة من كل التخصصات ومن كل الأجيال تطول (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا).
كل الدلائل تشير إلى أنكم بصدد عقد مؤتمر خططت له قيادته ليكون تمريناً في الرضا عن الذات، ليحضر لانتخابات تستنسخ انتخابات 2010م، التي يسخر لها المال والإعلام وكافة وسائل التزوير لتعلن نتائج فحواها أن ليس في الإمكان أفضل مما كان، على سنة كل نظم الطغيان الشرق أوسطي.
ولكن من بقيت فيه ذرة من عقل أو وطنية أو حمية إيمانية سوف يتأمل عيوب التجربة العشرة ويحرص على الصدق مع نفسه ودينه ووطنه، عيوب لم تعد خافية على أحد هي:
· الانقلاب العسكري المدبر بليل ضد نظام كنتم فيه شركاء ولم يظلمكم فتيلاً.
· الخداع بالقصر رئيساً والسجن حبيساً.
· الانفراد بولاية الأمر تعطيلاً للشورى.
· الإعلام الكاذب.
· الاقتصاد المحابي.
إن فشل الطريق الديمقراطي للأسلمة كما كان في مصر دعم أطروحة الانكفائيين الذين يرفضون جدوى الديمقراطية ويتخذون طريقاً جهادياً لتمكين الإسلام كما يرون.
المرحلة الحالية بالنسبة للمشروع الإٍسلامي تفضي إلى أحد طريقين:
(1) الطريق التركي والتونسي والمغربي والأندونيسي، وهو طريق يزاوج بين المرجعية الإسلامية والحداثة بما فيها من إنتماء وطني، ومجتمع مدني، وتعددية، والتزام بنظام دولي جامع يقوم على فقه المعاهدة.
(2) الطريق الآخر وهو طريق قد يكون نظرياً يعلن العودة لأطر ومفاهيم ماضوية، أو حركياً يعلن التحدث باسم الله ويكفر الآخرين ويستخدم القوة لفرض أجندته.
إن مصلحة الإسلام والمسلمين هي في الالتزام بقطعيات الوحي واجباً، والإحاطة بحرية البحث العلمي، وحقوق الإنسان، وحقوق المواطنة، والديمقراطية، واقعاً، والتزاوج بينهما على نحو حكمة ابن القيم.
انتم أمام مرحلة مهمة في تناول الشأن الإسلامي فالبرامج الفضفاضة المرتبطة بالمرحلة التعبوية (الأخوانية) قد تجاوزها الزمن. ولا يتصدي للبديل القاعدي، الداعشي، في الحقيقة إلا البديل الصحوي.
أيها الأخوة،
إن لقيادتكم باعاً طويلاً في التصريحات غير المسؤولة التي اشتكى منها كثير من زملائه، لأنها لا تليق بمنصبه، وكلفت البلاد كثيراً، مثل: وضع الدول الكبرى تحت حذائه، ووصف مواطنين بالحشرات، وأخيراً نسبة إعلان باريس لوسيط صهيوني!
أنتم تعلمون أننا ما برحنا نحاور الحركات المسلحة، ووقعنا مع بعضها مذكرات تفاهم في الطريق للسلام العادل الشامل، وحضرنا معهم لقاء كمبالا الذي أصدر "الفجر الجديد"، وكنا نحن من رفضه لعدم الموافقة على إطاحة النظام بالقوة، وللتحفظ على مسألة تقرير المصير، وأجهزتكم الأمنية التي تحصي أنفاسنا تعلم أننا والينا الاتصالات مع الجبهة الثورية حتى أتيحت لنا فرصة اجتماع في باريس في أغسطس الماضي، فوجدنا استعداداً للالتزام بتحقيق الأهداف الوطنية عن طريق سياسي، وللتطلع لسودان موحد عادل، بل وجدنا استعداداً لديهم لإعطاء دور للجامعة العربية أسوة بالاتحاد الأفريقي، ولجارتنا الشمالية مصر أسوة بجيراننا من دول القرن الأفريقي؛ لذلك رحبنا بهذه التطورات الإيجابية. وكنا نتوقع أن تجد استجابة من قيادتكم مع التحفظ على ما ورد في الإعلان من إدانة لنكبات الوطن في ظل نظامكم.
وبادرنا بالاتصال بممثليكم متوقعين تجاوباً، ومع أن قيادتكم كعادتها قبلت جوهر إعلان باريس في صيغة وثيقة أديس أبابا، عادتها في قبول ما يأتي به الدوليون، فقابلوا السيد ثامو أمبيكي بالوعود الناعمة والإيجابية، ولكن ادخرت القيادة نيرانها لإصابة أبناء الوطن بالتخوين المعتاد لكل المخالفين من أبناء الوطن.
أيها الأخوة،
مشروعنا الوطني طريق خلاص يجنب البلاد وعيد المواجهات ويحقق له وعد السلام العادل الشامل والاستقرار في ظل نظام مرحلي لا يعزل أحداً ولا يسيطر عليه أحد، مؤدياً عبر دستور وفاقي لنظام ديمقراطي فيه توازن يراعي استحقاقات التنوع السكاني في البلاد: الدينية والثقافية، والجهوية والاجتماعية.
هذا المشروع الوطني سوف يقضي على أزمات البلاد الحالية، ويفك عزلتها الدولية ويصحبه حتماً المنافع الآتية:
· إعفاء الدين الخارجي ضمن مشروع إعفاء مديونية الدول الفقيرة.
· رفع العقوبات الاقتصادية.
· فك تجميد دعم الكوتنو الاقتصادي للسودان.
· معادلة التوفيق بين المساءلة والاستقرار، ما يشكل الطريق الوحيد لحصول قيادتكم على خروج آمن إن فاتها فالملاحقة الجنائية مستمرة ولن تتقادم.
هل يمكن لوطني أو عاقل أن يرفض هذا الطريق الواعد؟ لا سيما وسوف يجد الاستمرار في الانفراد والعناد ردة فعل تماثله في القوة وتخالفه في الاتجاه!
أيها الأخوة:
إن القابضين على الأمر في السودان غير مدركين للمخاطر التي تواجه الدين والوطن، يشدهم لموقفهم الانفراد والعناد، ولكن على كل من كان له لب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يستشعر نداء الدين ونداء الوطن ونداء الضمير ويتحرك، هدانا الله وإياكم سواء السبيل.
نص الخطاب أدناه
21/10/2014
إلى/ الأخوة قادة وعضوية الجبهة الإسلامية القومية سابقاً (المؤتمر الوطني لاحقاً)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد-
نقف الآن نحن وأنتم على طرفي نقيض فكرياً وسياسياً، ولكن يجبرنا على مخاطبتكم وطن مشترك: السودان، ودين مشترك: الإسلام.
أقدمتم على إنقاذ الوطن بمشروع تطبيق الشريعة الذي رفعتم شعاراته أثناء العهد الديمقراطي بصورة القفز على المراحل، فصارت التجربة بكل مقياس موضوعي فاشلة، لم يقترب المجتمع السوداني بعد ربع قرن من حكمكم المطلق من مقاصد الإسلام، وانقسم الوطن، وانتشرت فيه جبهات الاقتتال، وأرهقه التردي الاقتصادي، وتلاحقه عزلة دولية غير مسبوقة.
ليس مستغرباً أن نعلن، نحن الذين انقلبتم علينا وقلتم فينا دون أية بينات ما قاله مالك في الخمر، أن نعلن فشلكم. ولكن الواقع في البرهان على الفشل أبلغ من مقولاتنا، بل أقلام أذكى قادتكم وأعضائكم كانت أفصح في الإدانة، مثل الأخوة الطيب زين العابدين، وعبد الوهاب الأفندي، وخليل إبراهيم، وحسن مكي، ومصطفى إدريس، وخالد التجاني، والتجاني عبد القادر، والقائمة من كل التخصصات ومن كل الأجيال تطول (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا).
كل الدلائل تشير إلى أنكم بصدد عقد مؤتمر خططت له قيادته ليكون تمريناً في الرضا عن الذات، ليحضر لانتخابات تستنسخ انتخابات 2010م، التي يسخر لها المال والإعلام وكافة وسائل التزوير لتعلن نتائج فحواها أن ليس في الإمكان أفضل مما كان، على سنة كل نظم الطغيان الشرق أوسطي.
ولكن من بقيت فيه ذرة من عقل أو وطنية أو حمية إيمانية سوف يتأمل عيوب التجربة العشرة ويحرص على الصدق مع نفسه ودينه ووطنه، عيوب لم تعد خافية على أحد هي:
· الانقلاب العسكري المدبر بليل ضد نظام كنتم فيه شركاء ولم يظلمكم فتيلاً.
· الخداع بالقصر رئيساً والسجن حبيساً.
· الانفراد بولاية الأمر تعطيلاً للشورى.
· الإعلام الكاذب.
· الاقتصاد المحابي.
إن فشل الطريق الديمقراطي للأسلمة كما كان في مصر دعم أطروحة الانكفائيين الذين يرفضون جدوى الديمقراطية ويتخذون طريقاً جهادياً لتمكين الإسلام كما يرون.
المرحلة الحالية بالنسبة للمشروع الإٍسلامي تفضي إلى أحد طريقين:
(1) الطريق التركي والتونسي والمغربي والأندونيسي، وهو طريق يزاوج بين المرجعية الإسلامية والحداثة بما فيها من إنتماء وطني، ومجتمع مدني، وتعددية، والتزام بنظام دولي جامع يقوم على فقه المعاهدة.
(2) الطريق الآخر وهو طريق قد يكون نظرياً يعلن العودة لأطر ومفاهيم ماضوية، أو حركياً يعلن التحدث باسم الله ويكفر الآخرين ويستخدم القوة لفرض أجندته.
إن مصلحة الإسلام والمسلمين هي في الالتزام بقطعيات الوحي واجباً، والإحاطة بحرية البحث العلمي، وحقوق الإنسان، وحقوق المواطنة، والديمقراطية، واقعاً، والتزاوج بينهما على نحو حكمة ابن القيم.
انتم أمام مرحلة مهمة في تناول الشأن الإسلامي فالبرامج الفضفاضة المرتبطة بالمرحلة التعبوية (الأخوانية) قد تجاوزها الزمن. ولا يتصدي للبديل القاعدي، الداعشي، في الحقيقة إلا البديل الصحوي.
أيها الأخوة،
إن لقيادتكم باعاً طويلاً في التصريحات غير المسؤولة التي اشتكى منها كثير من زملائه، لأنها لا تليق بمنصبه، وكلفت البلاد كثيراً، مثل: وضع الدول الكبرى تحت حذائه، ووصف مواطنين بالحشرات، وأخيراً نسبة إعلان باريس لوسيط صهيوني!
أنتم تعلمون أننا ما برحنا نحاور الحركات المسلحة، ووقعنا مع بعضها مذكرات تفاهم في الطريق للسلام العادل الشامل، وحضرنا معهم لقاء كمبالا الذي أصدر "الفجر الجديد"، وكنا نحن من رفضه لعدم الموافقة على إطاحة النظام بالقوة، وللتحفظ على مسألة تقرير المصير، وأجهزتكم الأمنية التي تحصي أنفاسنا تعلم أننا والينا الاتصالات مع الجبهة الثورية حتى أتيحت لنا فرصة اجتماع في باريس في أغسطس الماضي، فوجدنا استعداداً للالتزام بتحقيق الأهداف الوطنية عن طريق سياسي، وللتطلع لسودان موحد عادل، بل وجدنا استعداداً لديهم لإعطاء دور للجامعة العربية أسوة بالاتحاد الأفريقي، ولجارتنا الشمالية مصر أسوة بجيراننا من دول القرن الأفريقي؛ لذلك رحبنا بهذه التطورات الإيجابية. وكنا نتوقع أن تجد استجابة من قيادتكم مع التحفظ على ما ورد في الإعلان من إدانة لنكبات الوطن في ظل نظامكم.
وبادرنا بالاتصال بممثليكم متوقعين تجاوباً، ومع أن قيادتكم كعادتها قبلت جوهر إعلان باريس في صيغة وثيقة أديس أبابا، عادتها في قبول ما يأتي به الدوليون، فقابلوا السيد ثامو أمبيكي بالوعود الناعمة والإيجابية، ولكن ادخرت القيادة نيرانها لإصابة أبناء الوطن بالتخوين المعتاد لكل المخالفين من أبناء الوطن.
أيها الأخوة،
مشروعنا الوطني طريق خلاص يجنب البلاد وعيد المواجهات ويحقق له وعد السلام العادل الشامل والاستقرار في ظل نظام مرحلي لا يعزل أحداً ولا يسيطر عليه أحد، مؤدياً عبر دستور وفاقي لنظام ديمقراطي فيه توازن يراعي استحقاقات التنوع السكاني في البلاد: الدينية والثقافية، والجهوية والاجتماعية.
هذا المشروع الوطني سوف يقضي على أزمات البلاد الحالية، ويفك عزلتها الدولية ويصحبه حتماً المنافع الآتية:
· إعفاء الدين الخارجي ضمن مشروع إعفاء مديونية الدول الفقيرة.
· رفع العقوبات الاقتصادية.
· فك تجميد دعم الكوتنو الاقتصادي للسودان.
· معادلة التوفيق بين المساءلة والاستقرار، ما يشكل الطريق الوحيد لحصول قيادتكم على خروج آمن إن فاتها فالملاحقة الجنائية مستمرة ولن تتقادم.
هل يمكن لوطني أو عاقل أن يرفض هذا الطريق الواعد؟ لا سيما وسوف يجد الاستمرار في الانفراد والعناد ردة فعل تماثله في القوة وتخالفه في الاتجاه!
أيها الأخوة:
إن القابضين على الأمر في السودان غير مدركين للمخاطر التي تواجه الدين والوطن، يشدهم لموقفهم الانفراد والعناد، ولكن على كل من كان له لب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يستشعر نداء الدين ونداء الوطن ونداء الضمير ويتحرك، هدانا الله وإياكم سواء السبيل.
إرسال تعليق