:: منذ خمس سنوات، يُشارك أطفال السودان في مسابقة اليوسي ماس بماليزيا، ولكنهم لم - و لن - يشاركوا هذا العام..قبل أكثر من شهرين، خاطبت السلطات الماليزية السلطات المختصة هنا بعدم رغبتهم في مشاركة أطفال السودان في هذه المسابقة، وبرروا الرفض بتفتشي مرض الإيبولا في إفريقيا.. أي أطفال إفريقيا كلها لن يشاركوا لأن غرب إفريقيا مصاب بالإيبولا..ورغم أن السودان بفضل الله خال من هذا الداء القاتل، لا يسعنا إلا الإعجاب بهذه الوقايةالماليزية لشعبها.. !!
:: فالوقاية الماليزية وضعت كل دول إفريقيا تحت مجهر الرقابة الصارمة رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية بأن الأجزاء المتأثر ة بالإيبولا هي بعض دول غرب إفريقيا.. للأسف، الوقاية السودانية غير مطمئنة..وكل التصريحات الصادرة عن وزارة الصحة السودانية تتحدث عن تأمين السودان من مخاطر إنتقال الإيبولا فقط بتأمين المطارات والموانئ بوسائل وكوادر الكشف والفحص..وكذلك أكدت سلطة الطيران المدني أنها كثفت من إجراءاتها الإحترازية بكل المطارات وأنها بالتنسيق مع السلطات الصحية تتأكد من سلامة القادمين من دول غرب إفريقيا عبر المطارات .. حسناً..!!
:: فالمطارات والموانئ منافذ، وهناك منافذ أخرى .. وقد يبدو التأمين بالمطارات والموانئ مطمئناً حسب تصريحات وزارة الصحة وسلطة الطيران المدني، ولكن يبدو التوجس مشروعاً حين نحدق في المنافذ الأخرى، وأهمها - وأخطرها - هي حدودنا مع كل الدول الإفريقية.. طول شريطنا الحدودي مع دولة جنوب السودان يقترب إلى ( 2000 كيلو متراً)..ومع اثيوبيا ( 725 كيلومترا )، ومع افريقيا الوسطى الى ( 380 كيلومترا)، ومع تشاد (1300 كيلومترا ) ، ومع اريتريا (605 كيلومتراً).. هذه الدول أقرب منا إلى حزام الإيبولا..والقُرب ليس بالضرورة أن يكون جغرافياً فقط، ولكن التواصل الشعبي لهذه الدول المجاورة لدولتنا مع دول غرب إفريقياً هو ..( الأخطر)..!!
:: نعم، لم تفرض منظمة الصحة العالمية أي حظر أو قيود على السفر من وإلى دول غرب إفريقيا.. ولكنها إحترمت القرار السيادي الصادر عن السلطات المغربية والقاضي إلي تأجيل موعد منافسات كأس الأمم الفريقية، وأشادت بهذا القرار.. وهذا يعني أن المنظمة الدولية لاتُمانع فرض كل القيود التي تحول دون إنتقال فيروس الإيبولا، وخاصة القيود ذات الصلة بالسفر..ونُخطئ لو أحسنا الظن في الرقابة الصحية المفروضة على حدودنا مع الدول الأقرب - جغرافياً وتواصلاً شعبياً - مع دول غرب إفريقيا، أي هذه الحدود - ويتجاوز طولها الخمسة ألاف كيلومتر - غير مراقبة صحياً لحد أن ينام المواطن السوداني بالمناطق الحدودية مطمئناً..!!
:: وعليه، ما الذي يمنع السلطات عن إغلاق الطرق البرية بكل منافذ الحدود ومناطقها لحين القضاء على الإيبولا بكل دول غرب إفريقيا، وعلى أن تكون حركة التنقل عبر المطارات فقط ؟..نعم مراقبة المطارات مقدور عليها إلى حد ما ، ولكن مراقبة هذه الحدود - وطرقها البرية - ليست بالأمر اليسير وفوق طاقة وزار الصحة، علما أن وزارات الصحة بالولايات الحدودية هي ذاتها بحاجة إلي ( رقابة)..باختصار، اغلقوا الحدود مؤقتاً، فالزحف البشري غير المراقب هو أفضل ناقل للأمراض المعدية .. ويوم الاثنين الفائتـ عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خلو السنغال من الإيبولا، لم تفت عليها الإشادة بإجراءات السلطات السنغالية ومنها قبل أن تكافح المرض في شعبها عزلت شعبها عن الشعوب المصابة باحزمة إجراءات منها توحيد منافذ ( الدخول والخروج )..!!
_______________
من صفحة الطاهر ساتي على فيس بوك
إرسال تعليق