عشرة اعوام على المجزرة و دماء الشهداء لا تزال تنتظر العدالة
في 26 يناير 2005 اعلنت مجموعات قاعدية وجماهيرية متعددة من ابناء شرق السودان على عزمها بتنظيم مسيرة سلمية لتقديم عريضة مطالب مدنية متعلقة بحقوق التنمية وتوزيع الموارد وتقديم الخدمات لحكومة ولاية البحر الاحمر في عاصمة الولاية بورتسودان. وعلى اثر ذلك ارسلت حكومة العصابة الحاكمة في الخرطوم قوة من جهاز الامن قدر قوامها ب 300 فرد مسلح باوامر للتصدي لهذه المسيرة ومنعها من تقديم هذه العريضة. كان نتيجة ذلك هو المجزرة التي ارتكبتها هذه القوة وراح ضحيتها 21 شهيدا من المشاركين في هذه المسيرة السلمية. ان الشاهد على بشاعة هذه الجريمة التي ارتكبتها قوات جهاز الامن المرسلة من الخرطوم وتعمدها اغتيال هولاء الشهداء كان في مبادرتها باطلاق الرصاص الحي على روؤس وصدور الشهداء الابرار حتى من قبل بدء المسيرة ومطاردتها بعد ذلك للمتظاهرين واغتيال عدد اخر من الشهداء بعد تفرق المسيرة.
نشهد اليوم الذكرى العاشرة على تلك الاحداث المؤلمة التي روعت بورتسودان وهزت كافة انحاء البلاد دون ان نشهد تقديم اي المسئولين عن إرتكابها ليد العدالة، بل سعى النظام باستخدام كافة ادوات الرهيب والترغيب لدفن وتغطية اثار هذه الجريمة.
اننا في حركة التغيير الان نؤكد على ان دم السودانيين ليس ماءا، وليس رخيصا ليتم استسهال سفكه والافلات من القصاص بهذه السهولة. ان هذه القضية ليست قضية شهداء29 يناير 2005 الذي سقطوا في بورتسودان وحدهم، بل هي قضية العدالة والقصاص لدماء الاف الشهداء الذين ازهقت ارواحهم في مجازر النظام بين قرى دارفور و جنوب كردفان و جبال النوبة والنيل الازرق و كجبار ونيالا والخرطوم ومدني والعيلفون وكل شبر تخضب ترابه بالدماء الذكية لابناء السودان المطالبين بحقوقهم في الحياة على ارض الوطن الذي يسعنا جميعا. لا انتخابات ولا حوار ولا تفاوض يمحو عن أكف النظام اثر هذه الدماء و وصمة جريمة سفكها وإن كل صفقات التسوية السياسية وحلول المحاصصة والمصالحات الفوقية مكتوب عليها الفشل ما دامت تتجاهل هذه الدماء، و إن الطريق الي استقرار الوطن وسلامه لا يمر الا عبر الاقتصاص العادل لدماء كل هولاء الشهداء ومحاسبة مرتكبي المجازر بحق ابناء شعبنا.
التغيير الان حق و واجب وضرورة ومقاومة ابناء شعبنا بمختلف اشكالها مستمرة وحتما ستنتصر.
حركة التغيير الان
29 يناير 2015
إرسال تعليق